
أحببت طفلة
- خلود عبدالجبار
- 4 يونيو
- 5 دقيقة قراءة
سيرين: سوف تحبينها كثيراً إنها مرحة ونشيطة، وذكية جداً نهمة
للمعرفة والتعلم كأنها مكنسة كهربائية تماماً تشفط كل لمعلومات
منك بل هوادة أو تردد.
سوسن بفرحة عارمة: ههه يا لقلبي لصغير أشعر بفرحة
غامرة لمقابلتكما، ل أصدق أني سأراك أخيراً بعد كل هذه لسنين
وهذه لغربة يا أختي لحبيبة، ومقابلة بنة أختي مي مي يا لسعادتي.
تعود سيرين بعد فترة طويلة من لغربة إلى أرض لوطن بعد أن
أنهت دراستها لعليا في أمريكا ولأنها مرأة محظوظة فقد وقعت في
حب أحد أصدقائها وكان أجنبياً ولكنه للأسف كان شخصاً كلسيكيا
جداً في طريقته للهرب من لزوجة لحامل فقد غادر ببساطة بعد
حفلة لتخرج مباشرة وترك سيرين تكمل مسيرتها لدراسية والأسرية
وحدها تماماً وتم طلقهما غيابياً، أما سوسن لأخت لصغرى
لسيرين فقد كانت تعمل رئيسة لطهاة في أحد أكبر وأفخم لفنادق
في لمدينة، متوسطة لجمال تسكن في أحد لمباني لشاهقة في شقة
حديثة لطراز، كانت سوسن وحيدة بعد وفاة والديها وسفر أختها لتي
كانت متعلقة فيها كثيراً فكانت أكثر من مجرد أخت بالنسبة لها فقد
كانت سيرين تهتم بها كما لو كانت أمّا لها بسبب إهمال والدتهم إياهم
وانغماسها في لسهر واللهو والسهرات.
كانت سوسن تحلم ليل نهار بعودة سيرين إلى لوطن وكانت تتمنى
أن تعيض معها لتعوض ألم لسنين وفراقها فجهزت لها كل شيء تقريبا
على حسابها ففرحتها كانت تعم لكون وتملؤه سعادة.
وأخيراً جاء ليوم لموعود يوم لسعادة ليوم لذي ستصل فيه
أغلى إنسانة في لوجود وليض هي فحسب بل معها طفلة صغيرة أشبه
بطفلة لزهور، كانت سوسن ترتب شعرها بعد أن رتدت أجمل ثيابها
لستقبال سيرين في بيتها فزينت لبيت بالزهور وأعدت لكثير من
الحلويات والمخبوزات وكانت في حماض ل يوصف وفي أثناء ذلك
يصلها تصال من سيرين تطمئنها بأنها وصلت أخيراً إلى لمطار.
سوسن: أتمنى أن أعرف لم رفضت أن آتي لستقبالك يا أختي؟
سيرين: أخبرتك بأني سأمر على قبر والد َ ي لزيارتهما وأريد أن
أشتري شيئا ل أريدك أن تعرفي ما هو فلتنتظريني بهدوء.
سوسن: لك ذلك فأوامرك مطاعة سأنتظرك بكل شغف، أنت
متأكدة من أنك تعرفين عنواني؟
سيرين: ل تقلقي عندي عنوانك وكل لتفاصيل إلى للقاء يا وردتي.
ومرت عدة ساعات على نهاية لمكالمة وبدأت سوسن بالقلق جدياً
فعاودت لتصال مرات عدة لكن سيرين لم تجب عليها وبعد
ذلك وردها تصال من شخض ما من إحدى لجهات لرسمية.
سيدة سوسن لبقاء لله لقد تعرضت شقيقتك لحادث مروري ونقلت
للمستشفى لعام.
((كانت صدمة سوسن حين سمعت لخبر كبيرة لدرجة أنها سمعت
صوت صفير قادم من خلف رأسها وكأنه صوت بوق شاحنة مسرعة
نحوها فاصطدم بجسدها وقلبها فلم تعد ترى أمامها سوى لسواد)).
كانت لمسافة بين لبيت والمستشفى كأنها مئة عام كان كل شيء
يمشي ببطء لسلحفاة وحين وصلت ونزلت من لسيارة لم تحملها
قدماها فوقعت على ركبتيها على لأرض فحبت نحو لرصيف فساعدها
أحد لمارة على لوقوف، كانت خطواتها بطيئة ورأسها ثقيل وعندما
وصلت إلى غرفة لطوارئ أمسكت بيديها باب لغرفة وفجأة صرخت
بأعلى صوتها قائلة: ((سيررررررين))
الطبيب: لبقاء لله سيدة سوسن فليرحم لله شقيقتك يجب أن
تكوني قوية وتتماسكي أرجوك ((أمسك بها ووجهها نحو مقعد في
زاوية لغرفة)).
الطبيب: أعرف أنك في حالة صدمة ولكن يجب أن تصبري
فليكن الله في عونك، يجب أن توقعي على تسلّم جثمان شقيقتك
وتنقليها إلى لمقابر.
سوسن بكل برود: لن أوقع فلتوقع أنت ولتدفنها أنت أنا يجب أن
أغادر فلدي عمل مهم
الطبيب: حسناً أفهم شعورك لكن وقعي على شهادة لوفاة
وسنكمل لباقي تفقنا يا سيدتي؟
((توقع سوسن على شهادة لوفاة وتسير مسرعة نحو بوابة لمغادرة
وقبل أن تخرج تذكرت بنة أختها ميمي)).
سوسن تسأل موظفة الاستقبال: كان برفقة أختي لمتوفاة
ابنتها ميمي أين هي؟؟
الموظفة: ربما تكون في غرفة لنتظار أو لفحض سأبحث لك،
دقائق وأعود إليك.
لم تنتظر سوسن لموظفة فبحثت عن ميمي في أرجاء لمستشفى
محدثة نفسها بتمتمة وأصوات خفيفة ((أنا أعرف شكلها بنة أختي
ميمي جميلة شقراء صغيرة ثوبها وردي عمرها خمسة أعوام)).
إلى أن وجدتها تجلض في غرفة لنتظار تماماً كما توقعت أن
يكون شكلها، كانت تجلض بهدوء تلعب بدميتها لصغيرة فاقتربت
منها ونادتها فنظرت إليها ميمي وقفزت نحوها واحتضنتها بقوة
((خالتي)) كان نبض قلب سوسن متسارعاً وكأنها كانت في سباق
للجري، نظرت في عينيها وقبلت رأسها بعد أن طمأنت أنها بخير ولم
تتأذ َّ من لحادث، أمسكت يدها لصغيرة وأخدتها نحو لسيارة وعادت
بها نحو لمنزل وما إن دخلتا حتى صاحت لطفلة بفرح وسعاد
ميمي: لله ما أجمل لزهور والبالونات كأننا في حفلة جميلة،
بيتك جميل يا خالتي كأنه جنة.
سوسن: حبيبتي أنت ِ أجمل حفلة في حياتي وكل جنتي كل هذ من
أجلك يا وردتي هيا لأطعمك من لكعكة للذيذة لتي صنعتها من
أجلك.
تنام ميمي في أحضان سوسن وكأنها أمها لتي ختطفها منها
الزمان بغتة، أما سوسن فقد كانت مثل لأطفال تماما ممسكة بيد
ميمي لصغيرة تشم عبير شعرها لزاكي متمنية أن تحبسها داخل
صدرها للأبد.
تأخذ سوسن إجازة للهتمام بميمي لصغيرة فبعد تناول ما طاب
من طعام لإفطار تتوجه معها إلى أحد لمراكز لتجارية فتشتري
لها لكثير من لملبض والأحذية والألعاب وبعدها توجهتا نحو أكبر
الملهي وقضتا وقتاً ممتعاً للغاية كانت سوسن تشعر بفرحة غامرة
وكأنها ولدت من جديد وانقضى أجمل أسبوع في عمرها بسرعة فائقة
وانتهى لحلم لجميل لتعود سوسن للواقع ببطء شديد، فرتبت وقتها
واتفقت مع مربية لتعتني بابنتها لجديدة في أثناء غيابها.
قبلت وجنة ميمي ووعدتها بأنها ستعود من لمطعم بأسرع وقت
ممكن.
رئيسها في العمل: عوداً حميداً والبقاء لله في مصابكم أرجو أن
تكوني بخير لآن يا آنسة سوسن فقد فتقدك زملوؤك وكان لمطعم
في حالة فوضى من دونك.
سوسن: شكراً لك لآن أنا بخير وسأعمل جهدي لتعويضكم عما
فات، لآن أنا مليئة بالحيوية والنشاط ((تصفق لفريقها أن هيا
ابدأو لعمل بحماس))
إحدى المساعدات: تبدو طبيعية تماما ول كأنها فقدت أحداً.
موظفة الكاشير: صحيح ل يبدو عليها لحزن نهائيا كما أنها
تكلم نفسها طوال لوقت، يبدو أنها تعاني بفقدانها وردة فعلها
غريبة جداً، مسكينة.
المدير: رجاء يكفي أحاديث جانبية ((فجأة يسمع سوسن تتحدث
بصوت عال ٍ بهاتفها لنقال فينصت لكل لنبرتها لحادة لأنه كما
يبدو هناك مشكلة))
سوسن: ماذ تقولين، هل أنت ٍ مجنونة، طبعاً ميمي نائمة في
سريرها، ماذ تقصدين بأنها غير موجودة أيتها لمعتوهة، كيف
تغادر لمنزل ما تزال لطفلة في لرابعة ول تستطيع مغادرة لبيت
ول أن تفتح باب لبيت، كفاك كلماً غير منطقي بحثي عنها لآن ل
بد أنها خافت منك بسبب ذعرك هذا….. حسناً سوف آتي لآن.
تقفل سوسن لخط وتذهب لمديرها على عجلة.
سوسن: أعتذر منك يا سيدي يجب أن أغادر فوراً يبدو أن لمربية
الجديدة تجد صعوبة في أن تجد بنة أختي.
المدير: أية بنة أخت يا سوسن، هل أنت ِ بخير؟
سوسن تبدو متوترة وتتلعثم: بنة أختي ميمي أنا أهتم بها
وقد أحضرت لها مربية لترعاها في أثناء غيابي.
المدير: ممم هل قابلت لمربية ميمي قبل خروجك؟
سوسن: ل، كانت نائمة وسوف أذهب لآن.
المدير: سوسن يجب أن تزوري لطبيب يا عزيزتي أنت ِ ل تبدين
بخير أبدا، هل تشعرين بشيء غير عادي؟
سوسن: أنا بخير بعض لدوار فحسب سأذهب لآن.
المدير: نتظري يا سوسن هناك شيء مهم يجب أن تعرفيه قبل
ذهابك ضروري جدا.
سوسن على عجلة: فيما بعد يجب أن أغادر لأجد ميمي.
تخرج مسرعة نحو سيارتها متوجهة بسرعة جنونية نحو لمنزل وفي
أثناء قيادتها لسيارة كانت تشعر بدوار عنيف ويخيل إليها أنها تسمع
همسات وضحكات طفلة صغيرة توشوشها طوال لوقت وفجأة يتحول
ذلك لضحك إلى بكاء وأنين حزين فتضرب بيدها رأسها محاولةً أن
تخرج تلك لأصوات من رأسها وبعد عدة محاولت يختفي لصوت
تعليقات